أسرة فلسطينية تحاول إخراج مستوطنين من أرضها في بيت جالا بالضفة الغربية |
- أسرة فلسطينية تحاول إخراج مستوطنين من أرضها في بيت جالا بالضفة الغربية
- "برّا!، برّا!"... يصرخ نشطاء مؤيدون للسلام إلى جانب أفراد عائلة قيسية الفلسطينية التي استولى مستوطنون على أرضها في الضفة الغربية المحتلة، في مواجهة القوات الإسرائيلية، وهم يحملون هواتفهم وينقلون ما يجري بشكل مباشر على شبكات التواصل الاجتماعي.
نصبت العائلة خيمة في بيت جالا قرب بيت لحم، تحولت نقطة تجمع للفلسطينيين الذين استولى المستوطنون اليهود على أراضيهم، وللناشطين المتضامنين معهم، بمشاركة نواب وحتى حاخامات.
في الموقع، يتحلق أفراد العائلة والمتضامنون معهم يوميا لتناول الطعام والصلاة والغناء أو الحديث عن أساليب المقاومة من دون اللجوء إلى العنف. ويسيرون كل يوم نحو أرض زراعية تبعد عشر دقائق عن الخيمة، وهي حقل عائلة قيسية الذي تمركز فيه مستوطنون اعتبارا من 31 تموز/يوليو وأقاموا بؤرة استيطانية.
في ذلك اليوم، قالت منظمة "السلام الآن" غير الحكومية الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، إن مستوطنين هاجموا، برفقة جنود، "الأرض، واعتدوا على عائلة قيسية والناشطين الذين كانوا يحاولون إبعادهم".
بعد هذه المواجهة، أقيمت الخيمة.
ويقول الناشطون إن مصير هذه العائلة الفلسطينية هو مثال آخر من أمثلة كثيرة على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.
والخميس توجه المتضامنون من جديد مع عائلة قيسية لتفكيك السياج الذي أقامه المستوطنون، بينما حاول أفراد العائلة إخراج ما استطاعوا من الموقع من فرشات وكابلات كهربائية وحتى ثمار الرمان المتدلية من الأشجار.
وقع شجار بين المستوطنين والناشطين، كما يحدث في كثير من الأحيان. ولكن هذا لم يضعف عزيمة أليس قيسية التي قالت لوكالة فرانس برس "سنبقى هنا حتى نستعيد أرضنا".
- التوسع الاستيطاني على قدم وساق -
قالت الشابة وهي في الثلاثينات من عمرها، إن المستوطنين "استغلوا الحرب" التي اندلعت في قطاع غزة إثر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وبينما تستحوذ غزة على اهتمام العالم ويتجنب العديد من الأجانب القدوم إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، بمن فيهم النشطاء المؤيدون للفلسطينيين، "ظنوا (المستوطنون) أن الأمور ستجري بصمت"، بحسب أليس قيسية التي تشدد على أن "الحال ليست كذلك".
قُتل في الضفة الغربية ما لا يقل عن 640 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين منذ اندلاع الحرب في غزة، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات فلسطينية رسمية. وقُتل ما لا يقل عن 19 إسرائيليا، جنودا أو مدنيين، في هجمات فلسطينية أو خلال عمليات نفذها الجيش في مناطق خاضعة للسلطة الفلسطينية، وفق بيانات رسمية إسرائيلية.
وفي الفترة من 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى 12 آب/أغسطس، سجلت الأمم المتحدة 1250 هجوما شنها المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين في الضفة، من بينها 120 تسببت في وقوع ضحايا فلسطينيين و1000 تسببت بأضرار مادية.
حضرت النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي عايدة توما لزيارة عائلة قيسية "ليرى العالم ما يحدث" على أرضهم، وهي من المساحات الخضراء القليلة في المنطقة، والقريبة من قرية بتير الفلسطينية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وأثار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش غضبا دوليا لدى إعلانه في منتصف آب/أغسطس عن بناء مستوطنة جديدة فيها.
وفي حين تميز إسرائيل بين المستوطنات القانونية وغير القانونية، تعد جميع المستوطنات في الضفة الغربية غير قانونية وفقا للأمم المتحدة.
وحاليا، يقيم فيها 490 ألف مستوطن بين ثلاثة ملايين فلسطيني.
- "شعور بالمسؤولية" -
في بيت جالا، فقدت عائلة قيسية منزلها ومطعمها اللذين هدمتهما القوات الإسرائيلية في عام 2019. لكنهم تمكنوا في بداية آب/أغسطس من حشد المتضامنين تحت خيمتهم الكبيرة.
تقول الناشطة الفلسطينية مي شاهين من منظمة "مقاتلون من أجل السلام" غير الحكومية "كنت أتمنى لو كانت لدينا كاميرا عندما بدأنا. كنا نجلس على الكراسي، ولم يكن هناك أي شيء هنا".
لكن تحت الخيمة وحولها "يمكننا أن نفعل ما يعبر عنا؛ نرتدي الكوفية، ونغني أغانينا بلغتنا مع رفاقنا الإسرائيليين"، تقول أميرة محمد، وهي فلسطينية تبلغ من العمر 25 عاماً جاءت من القدس الشرقية التي احتلتها وضمتها إسرائيل.
لكن بعض النشطاء يدركون أن تعبئتهم ليس لها تأثير يذكر في مواجهة وزراء اليمين المتطرف، وهم أنفسهم مستوطنون، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أو سموتريش.
كتب سموتريش مؤخرا على منصة إكس "لن يوقف أي قرار مناهض لإسرائيل ومعادٍ للصهيونية توسيع المستوطنات. وسنواصل النضال ضد المشروع الخطير المتمثل في إقامة دولة فلسطينية".
وتقول الناشطة تاليا هيرش بأسى إن هذه التصريحات "لا تحمل الأمل لهذه الأرض ولا رؤية لمستقبل أفضل".
ولكنها تقول إن كل ذلك لن يضعف عزيمتها "ليس لدي أي أمل، ولكن، لدي شعور قوي بالمسؤولية".
==============================================================
نأمل أن تكونوا سعداء بتصفحكم موقع مذكرات SIRAHMED75
ونعدكم بالأفضل في المرات القادمة مع مذكرات وكتب تعليمية قيمة ومجانية
==============================================================
الوسوم:
أخبار العالم